تفسير صورتي البلد والشمس

تفسير سورة البلد

لا أقسم بهذا البلد (1) و انت حل بهذا البلد (2) ووالد و ما ولد (3) لقد خلقنا الانسان فى كبد (4) .
أقسم الله بهذا البلد الحرام و هو " مكه " و انت - أيها النبى - مقيم فى هذا " البلد الحرام " و أقسم بوالد البشريه - و هو ادم عليه السلام - و ما تناسل منه من ولد , لقد خلقنا الانسان فى شدة وعناء من مكابدة الدنيا .
أيحسب أن لا يقدر عليه أحد (5) .
أيظن بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه ؟
يقول أهلكت مالا لبدا (6) أيحسب أن لم يره أحد (7) .يقول متباهيا:أنفقت ملا كثيرا . أيظن فى فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه , ولا يحاسبه على الصغير و الكبير ؟
ألم نجعل له عينين ( و لسانا و شفتين (9) و هديناه النجدين (10) .ألم نجعل له عينين يبصر بهما و لسانا و شفتين ينطق بها و بينا له سبيلى الخير و الشر ؟
فلا أقتحم العقبه (11) .فهلا تجاوز مشة الاخره بإنفاق ماله فيأمن .
و ما أدراك ما العقبه (12) .
و أى شئ أعلمك : ما مشقة الآخرة و ما يعين على تجاوزها ؟
فك رقبة (13) .إنه عتق رقبه مؤمنة من أسر الرق .
أو إطعام فى يوم ذى مسغبه (14) يتيما ذا مقربة (15) أو مسكينا ذا متربة (16) .
أو إطعام فى يوم ذى مجاعه شديدة , يتيما من ذوى القراة يجتمع فيه فضل الصدقة و صلة الرحم أو فقيرا معدما لا شئ عنده .
ثم كان من الذين آمنوا و تواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة (17) .
ثم كان مع فعل ما ذكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله , و أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله و عن معاصيه و تواصوا بالرحمه بالخلق .
أولئك أصحاب الميمنه (18) .الذين فعلوا هذه الافعال , هم اصحاب اليمين الذين يؤخذ بهم يوم القيامه ذات اليمين إلى الجنه .
و الذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة (19) .و الذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامه ذات الشمال إلى النار .
عليهم نار مؤصدة (20) .جزاؤهم جهنم مطبقة مغلقة عليهم .
صدق الله العظيم

تفسير سورة الشمس

و الشمس و ضحاها (1) و القمر إذا تلاها (2) و النهار إذا جلاها (3) و الليل إذا يغشاها (4) و السماء وما بناها (5) و الأرض وما طحاها (6) و نفس وما سواها (7) فألهمها فجورها و تقواها ( قد أفلح من زكاها (9) و قد خاب من دساها (10) .أقسم الله بالشمس و نهارها و إشراقها ضحى و بالقمر إذا تبعها فى الطلوع و الأفول , و بالنهار إذا جلى الظلمه و كشفها و باليل عندما يغطى الأرض فيكون ما عليها مظلما و بالسماء و بنائها المحكم و بالأرض و بسطها و بكل نفس و إكمال الله خلقها لأداء مهمتها فبين لها طريق الشر و طريق الخير قد فاز من طهرها و نماها بالخير و قد خسر من أخفى نفسه فى المعاصى .
كذبت ثمود بطغواها (11) إذا انبعث أشقاها (12) فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها (13) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (14) ولا يخاف عقباها (15).كذبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية فى العصيان إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام : احذروا أن تمسوا الناقة بسوء فإنها آيه أرسلها الله اليكم تدل على صدق نبيكم و احذروا أن تتعدزا على سقيها فإن لها شرب يوم و لكم شرب يوم معلوم . فشق عليهم ذلك فكذبوه فيما توعدهم به فنحروها فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم فجعلها عليهم على السواء فلم يفلت منهم أحد و لا يخاف - جلت قدرته - تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب .